الكنوز تتواجد بكثرة في الأراضي الفلاحية و الجبال

أخي القاريء : كلنا يعلم أن المهتمين بالامر من صائدي الكنوز المختصين ، أو الهواة الباحثين ، تتجه أنظارهم دائما الى الأماكن التي تتواجد بها الآثار القديمة ، و عادة يتعبون جدا في تحريك الحجارة الضخمة ، أو الحفر في الأرضيات الصلبة و الوعرة ، حقيقة قد يحصلون على بعض المقتنيات ، و لكنها ليست بالنفيسة أو القيمة الكبيرة المنشودة ، لأنها أدوات للاستعمال اليومي كانت تخص سكان تلك المباني التي يبحثون بها أو حولها .

فلاح عثر على كنز في أرضه الفلاحية

الكنوز الضخمة بعيدة كل البعد عن الآثار القديمة :

ان الكنوز الكبيرة و التي لها قيمة ، كان يخصص لها جانب من العمل لدفنها و اخفائها عن الأنظار ، و وضع مخطط دقيق لمكانها كخرائط خاصة ، أما عن حكاية الرصد فنحن نستبعدها ، و هذا الأمر يعود لعدة أشياء و عوامل ، منها ما هو مرتبط بطبيعة الحياة في ذلك الزمن ، و منها ما هو مرتبط بالجوانب العقائدية للأشخاص الذين عاشوا تلك الفترة.

 

لماذا يتم دفن الكنوز و اخفائها ؟

كما قلنا سابقا فان دفن المقتنيات الثمينة الخاصة بفئة معينة من الناس راجع الى عدة عوامل تخص حقبة زمنية معينة و منها :

اخفاء الممتلكات بسبب الحروب :

نعلم جميعا أنه في الماضي البعيد ، كانت الشعوب و الحضارات في نزاعات دائمة ، و ذلك من أجل التوسع الجغرافي أو بسط السيطرة ، لأن الحياة آنذاك كانت تعتمد على اليد العاملة البشرية في كل أمور الحياة ، فكان لزاما أن يكون عدد العبيد كبيرا ، و من ناحية اخرى فقد كان الاعتماد في المأكل و المشرب على الحيوانات الداجنة ، و التي تتطلب أماكن للرعي دائما ، و لهذه الأسباب لابد من عملية التوسع حتى يتم الحصول على أراضي جديدة للرعي و تربية المواشي .
و خلال هذه الحركات لابد من نشوب الحروب و الغلبة دائما تكون للأقوى ، و خير دليل هو الحضارة الرومانية التي بسطت نفوذها على معظم بقاع الأرض ، و آثارها مازالت شاهدة الى اليوم ، و بناءا على هذا فان الشعوب يجب عليها اخفاء ممتلكاتها حتى لا تتم مصادرتها أثناء عمليات الغزو ، و هذا لا يقتصر على طرف معين ، فالحاكم يخزن ممتلكات مملكته ، كما الشخص البسيط يخزن أيضا ما يفيض عن حاجته ، هذا دون أن ننسى أن حتى الغزاة الغالبين أيضا يقومون بدفن مقتنياتهم حتى يعودوا لها في وقت لاحق .


المال المدفون لأسباب عقائدية :

كانت الكثير من الحضارات الماضية تؤمن بأن هناك حياة بعد الموت ، و لكن ليس بالنظرة التي نعرفها نحن اليوم ، فقد كانوا يؤمنون أن الروح تعود لنفس الجسد المدفون ، لتدب فيه الحياة من جديد ، فيقوم باستعمال ممتلكاته و لكن بطريقة مختلفة ، و منهم من له نظرة مغايرة باعتقادهم أن الميت يستطيع فقط اجتياز بوابة العالم السفلي اذا كان يملك المال ، و ان لم يكن كذلك سيبقى مسجونا بين العالمين ، كما رأينا في طرق دفن بعض الحضارات أنهم يضعون دينارين ذهبيين على عيني الميت و مهما كانت طبقته الاجتماعية ، و ذلك ليجتاز العالم السفلي بسهولة .
و بناءا على هذا فقد كانت كل ممتلكات الميت تدفن معه ، أم عن طرق الدفن فهي مختلفة ، فقد كانوا يأخذون لصوص المقابر في الحسبان دائما ، و كلما كان ما يملك الميت ذا قيمة كلما أحاطت السرية أكثر بعملية الدفن و بالمكان و الطريقة .

أكثر الأماكن توجدا للكنوز و الدفائن :

الأراضي الفلاحية المنبسطة غنية بالكنوز :

أخي الباحث : ان كنت من صائدي الكنوز حقيقة ، فلا توجه نظرك الى المكان الذي تتواجد به الآثار و الأطلال القديمة ، بل صوب نظرك نحو الاماكن المجاورة لها ، و خاصة الأراضي الفلاحية المنبسطة التي يندر بها وجود الصخور و الاحجار ، و حتما ستجد شيئا مميزا ، سواءا كان شجرة أو صخرة كبيرة ،و في غالب الأحيان تكون علامات تدل على وجود بئر مغطى في المكان ، أو رمادا أسود أو جبسا يظهر في بقعة من تلك الأرض ، و ذلك هو المكان المنشود و حتما ستجد ضالتك هناك و بحجم هائل ، و طبعا يجب عليك الاعتماد على الطرق الصحيحة لتحديد الهدف ، و لا تعمل هكذا عشوائيا .

الجبال بها كنوز عظيمة :

الجبال القريبة من المناطق التي حكمتها حضارات قديمة كالحضارة الرومانية ، تخفي في جنباتها أثقل و أغنى الكنوز ، و التي تخص دولا بكاملها ، كما القبور الموجودة بها و التي تعود لشخصيات مرموقة من حكام و قادة جيوش ، و للوصول اليها يجب عليك هنا أن تكون خبيرا في فك الاشارات التكنيزية ، التوجيهية منها أو التثبيتية ، و حتما ستنال ما تبحث عنه .
حساب ,