أسعار الذهب تعتبر محل اهتمام الكثير من الناس المنشغلين بقطاع التجارة عامة و اخبار البورصة خصوصا ، حيث يعتبر الذهب هو الأساس في جميع التعاملات التجارية حول العالم ككل ، حيث أن كل الودائع النقدية يتم اصدارها بموجب كمية الاحتياط من الذهب ، و أن أي مبلغ زاد على تلك الودائع فانه يعتبر تضخم .
تاريخ اسعار الذهب :
الذهب معدن نبيل سلب العقول و كانت له مكانة مرموقة منذ غابر العصور ، فقد كان يستعمل للزينة و التحلي من طرف النساء الغنيات ، كما كان يخزن ككنوز . ففي بادي الامر لم تكن العملات المتداولة بين الناس كحالنا اليوم معروفة لدي الشعوب ، الا أن الكثير من الحضارات فكرت في هذا الامر و قامت بسك عملات معدنية من الذهب و الفضة و البرونز و النحاس ، و منذ ذلك الوقت بدأ ظهور التداولات النقدية بين الناس ، و قد كانت عملة حقيقية لأنها تحمل قيمتها المادية في حجمها و وزنها .
أسعار الذهب و بداية البنوك :
ان فكرة اصدار العملات مقابل احتياطي من الذهب هي فكرة يهودية خالصة ، و بناءا عليها ظهرت فكرة المصارف ، فقد بدأوا أول الامر بقبول الودائع الذهبية و اصدار سندات ورقية لأصحابها ، و بع ذلك قاموا باصدار ما يسمى بالعملة الورقية التي يوازي سعرها سعر الكمية الذهبية التي يتوفر عليها البنك ، و بعد ذلك دب الربى و بدات الفكرة بأن يتم اصدار كمية من المال أكبر من كمية الذهب المودع لدى البنك ، و أول ما ظهر هذا الامر كان في بريطانيا ، حيث سيطر هؤلاء الاشخاص المرابون لمدة طويلة من الزمن على اقتصادها ، الا أن الملكة اليزابيت الاولى قامت بمناورة صك عملة من الذهب و الفضة و ذلك لاعادة السيطرة على الدولة و حركة الامول و الاقتصاد بشكل عام بسبب هؤلاء الاشخاص ، لكن هؤلاء المصرفيين كانوا أخطر من ذلك فقد قاموا بالتدبير للثورة الانجليزية الاولى على الملكة ، و بعد نجاح ثورتهم قاموا بتعيين عميل لهم يدعى كروم ويل الذي ابعد الملك تشارلز و قام بحل البرلمان ، و بعدها استعاد البنكيين المتورطين في هذا الموضوع سيطرتهم الكاملة على زمام الامور المالية للدولة .
البنوك و السياسة :
و بعد أن نجح المصرفيين المذكورين سابقا في الاطاحة بالملك ، ادخلوا بريطانيا في حروب دامت لأكثر من خمسين 50 سنة مع فرنسا و هولندا ، و خلال هذه الحقبة تكبدت خزينة الدولة خسائر فادحة تاركت اياها على حافة الفقر و الافلاس الاقتصادي ، و بعد تفكير و تشاور قرر القادة السياسيين اللجوء للمصرفيين المسيطرين على المال و الذهب قصد الاستلاف ، و قد رحب المصرفيين بالفكرة لكن بشرط و هو قبول اعتمادهم لانشاء بنك مركزي لبريطاينيا يملكه هؤلاء المصرفيون أنفسهم ، كما يحق لهم قانونا صك العلمة التي يريدونها ، و قد أطلقوا عليه اسم بنك بريطانيا لايهام المتعاملين و العامة أنه بنك حكومي ، و نشأ هذا البنك سنة 1694 و كان هو أول بنك مركزي خاص في اللتاريخ الحديث .
التضخم المالي و السيطرة على الممتلكات :
كانت الفكرة الاساسية لاصحاب مثل هذه البنوك هي فتح باب القروض للعامة ، فيزدهر الاقتصاد و تتوفر الوظائف و تزدهر الحياة و يفرح الجميع بالوضع ، و بعدها تقوم هذه المؤسسات المالية بطباعة المزيد من المال الذي ليس له اصول بالبنك لتصدر على شكل قروض ايضا ، فينهار الاقتصاد بسبب التضخم المالي و يخسر الجميع و يصبحون مرهونين لدى هذه البنوك و لا يجدون مايسددون به ديونهم فتزداد نسبة الفوائد يوما بعد يوم ، بعدها يتدخل البنك لحجز ما يملكون من عقارات و مساكن و غيرها و ذلك قصد التسوية ، و يظل الرابح الوحيد هو المصرفي الذي يدير البنك ، و هي نفسها فكرة صناديق النقد و البنوك العالمية الموجودة في يومنا هذا ، الا أنها تعمل على مستوى اوسع و أمد أطول ، فقد قامت بالاطاحة باقتصادات الكثير من الدول و كذلك العكس فقد قامت بخلق اقتصادات قوية بدول ليس لها أي مؤهلات او ثروات.