كل من أحتك بعالم الكنوز و الدفائن لابد أنه قد سمع بمصطلح التقييدة ، و يطلق عليها أيضا اسم الورقة أو الخريطة ، فمن هو كاتب هذه التقييدة يا ترى ؟ و هل كان موجودا حين دفن هذا الكنز أم لا ، لأننا في الغالب نبحث عن كنوز تعود لحضارات قديمة جدا ، و أهمها بالنسبة الينا سكان شمال أفريقيا ، هي الحضارة الرومانية ، لكننا نرى و نسمع أن معظم التقييدات و الأوراق المتداولة في الميدان ، قد كتبت باللغة العربية .
التقييدة حقيقة أم وهم؟
هل توجد خرائط للكنوز ؟
أخي القاري : كما قلنا سابقا فان أغلب التقييدات و الأوراق التي تدور في دولنا العربية ، كلها مكتوبة باللغة العربية ، فكيف يا ترى يقوم شخص لم يعش فترة دفن الكنز و لم يكن حاضرا ، بوضع خريطة دقيقة لهذا الدفين ، كما يضع فيها الشروط المطلوبة ان كان هذا الدفين مرصودا ، و ان كان حقيقة من صمم هذه الخريطة متأكدا من وجود الكنز في ذلك المكان ، فلماذا لم يأخذه لنفسه و ينهي الأمر ؟الحقيقة أن التقييدة في حد ذاتها كنز بالنسبة لكاتبها:
في الماضي القريب أي منذ قرنين من الزمن أو أقل ، عمت حمى الكنوز كما الحال اليوم ، و كان هناك أشخاص أذكياء استغلوا الوضع ، و فكروا في هذه الفكرة ، حيث قاموا بتأسيس مجموعات من الأشخاص مهنتها التجول في المدن و القرى و الأرياف التابعة لدول شمال أفريقيا ، بدءا من المغرب الأقصى و وصولا الى ليبيا ، و كانوا يدونون المعلومات الجغرافية الكاملة لتلك المناطق ، من أسماء الجبال و التلال و الوديان و الطرقات ، و حتى أسماء الأشخاص ، و بعدها يجمعون هذه المعلومات ، و يقومون برسم خرائط دقيقة اعتمادا على المعلومات التي جمعوها ، و بعدها جعلوا قاعدتهم في المغرب الأقصى ، حيث كان يوجد مركز لبيع هذه التقييدات و الأوراق ، و مروجين لقصة لا يصدقها العقل ، حيث يقولون أن بالمغرب بئر لا يقترب منه أي شخص ، و في كل سنة يكون هناك يوم يقوم فيه هذا البئر بلفظ عدد معين من الاوراق ، لذلك فقد كان هناك أناس معينون و هم شيوخ عزائم و مشعوذين ، بامكانهم التخييم بجانب ذلك البئر خلال تلك الفترة ،ليقوموا بجمع هذه الوراق ، و بعد ذلك يقومون ببيعها لأهل المناطق التي يأتي وصفها في طياتها .و من هنا فان المال الذي جمعه هؤلاء الأشخاص من بيع هذه الخرائط و التقييدات ، يعتبر كنز في حد ذاته ، لأن العملية قد دامت مدة طويلة من الزمن ، و ربما في بعض المناطق مازالت متداولة الى اليوم ، و تباع بمبالغ خيالية.
وجدنا الكنز اعتمادا على تقييدة :
حقيقة تم ايجاد الكثير من الكنوز بالاعتماد على التقييدة ، لكن للأسف و لا أحدها كان يحوي ذهبا أو أحجارا كريمة أو مجوهرات في صميمه ، لأن أغلب هذه الكنوز التي تم استخراجها بناءا على الخرائط المذكورة سابقا ، كانت عبارة عن جرار لا يوجد بداخلها سوى الفحم أو الرمل أو الرماد .لأن ببساطة كل تلك الكنوز تم دفنها من طرف كاتبي التقييدة في حد ذاتهم ، و ذلك حتى لا يحتج المشتري للتقييدة بأنه لم يجد شيءا ، و تمسح السكينة في الرصد الذي نحن لا نؤمن بوجوده اطلاقا .
خرائط كنوز حقيقية :
لسنا ننفي بكلامنا السابق أنه لا وجود لخرائط الكنوز المدفونة ، و لكننا حددنا فقط التقييدات المكتوبة باللغة العربية و التي تتكلم عن كنوز تخص حضارات غير عربية مثل الراعنة و الرومانيين و البيزنطيين ، و على عكس ذلك فالخرائط و التقييدات الحقيقية للكنوز التي تخص تلك الحضارات موجودة بالفعل ، و لكنها بعيدة المنال ، و هي تتوفر في مكانين :خرائط وجدت داخل المدافن:
هناك خرائط تتكلم عن كنوز رومانية أو غيرها ، وجدت داخل مدافن خاصة بشخصيات مرموقة كانت تعيش في تلك الحقبة الزمنية ، و كان الوصول اليها صعبا جدا ، كما حدث في كثير من المرات في مصر ، حيث تم ايجاد الكثير من الخرائط الفرعونية التكنيزية المكتوبة على ورق البردي أو الفخار أو الحجارة ، و لكنها كنت مرمزة بلغة تلك الحقبة و ترجمتها تكاد تكون مستحيلة ، لأنها ببساطة ترمز الى كنز هائل .كل الخرائط توجد في العاصمة :
حال ادارة الدول و من جميع النواحي ، سواءا السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية ، كان كما الحال اليوم ، القيادة تكون دائما في عاصمة تلك الدولة ، فلو قاربنا الموضوع ، سنجد أن كل الخرائط و الاوراق التي تخص الكنوز الرومانية موجودة في الفاتيكان في روما ، و هي أساس البعثات الاستعمارية التي احتلت دولا و تركت أخرى ، و هذا كله لأخذ مدخرات أجدادهم الموجودة في تلك البلدان ، ففرنسا مثلا قد سلبت أغلبية الكنوز الموجودة في الجزائر و تونس و المغرب ، و ذلك بالاعتماد على تلك الخرائط ، و هم أنفسهم مؤسسي فكرة الرصد و الجن الحارس للكنز.أخي القاري فضلا و ليس أمرا ، ان أعجبك الموضوع شاركه حتى تصل الفكرة لغيرك و نشكرك على المتابعة