أسياخ النحاس و تثبيت الهدف

بالرغم من توفر الكثير من أجهزة كشف المعادن ، و خاصة أجهزة صيد الكنوز و بمختلف أنواعها ، الا أنها لا تعطي دائما نتائج دقيقة و صحيحة ، و من هنا نقول لكم أنها ليست أكثر من دعاية تجارية لسلب أموال الناس و خاصة المهتمين بالبحث عن الكنوز القديمة ، و كذلك نعود للقول بأنه ليس هناك جهاز منافس أو أقوى من أسياخ النحاس في هذا المجال ، و هذا عن تجربة الكثيرين و من مختلف الدول حول العالم ، و ليس هناك من استطاع شرحها أكثر من الاستاذ الزمن الجميل ، الذي فك كل شفراتها تقريبا ، و أدخل عليها الكثير من التعديلات ، ليصبح استعمالها ممكنا للجميع.

الهالة المغناطيسية

الدرس الاول:

في هذا الدرس و الذي سيكون الاول في سلسلة كاملة لشرح استخدام أسياخ النحاس للبحث عن الدفائن ، سنشرح الطريقة الصحيحة لتحديد الهدف بدقة متناهية ، و سيكون الشرح مبسطا و مدعما بالصور و الفيديوهات ان أمكن ليكون بامكان الجميع فهمه ، كما سنضع الطرق الصحيحة لصنعها ، و نشرح الاضافات المتعلقة بها ، لذلك نطلب منك اخي الباحث ان كنت من المهتمين ، فما عليك الا الاشتراك في النشرة البريدية للموقع حتى تصلك الدروس أولا بأول.
 سيخ النحاس القناص و لمبة النيون

الطريقة الصحيحة لتثبيت الهدف بدقة:

الهالة الكهرومغناطيسية:

أول سؤال يتبادر الى ذهن المتسائلين عن أسياخ النحاس هو: كيف يستطيع سلك نحاسي أن يوجهك الى شيء مدفون تحت الأرض لا تراه عيناك ؟
الاجابة : هل لديك فكرة و لو بسيطة عن الفيزياء و خصائص المعادن ؟ ان كنت لا تعرف ، فان أي معدن فوق الأرض أو تحتها يتكون في الأساس من ذرات ، و كل ذرة في حد ذاتها تتكون من نواة و الكترونات تطوف حولها ، و النواة في حد ذاتها تتكون من بروتونات و نيترونات ، و كل هذه المكونات داخل الذرة في نشاط دائم ، و نقصد به النشاط الكهربائي ، اذن فان كل معدن يتأثر بالظروف الجوية المحيطة به ، و خاصة المجال المغناطيسي للأرض بالاضافة للحرارة و البرودة ، و هذه الظروف كلها تقوم بشحن ذرات المعدن ، لتصدر هي نفسها مجالا كهرومغناطيسيا طفيفا يحيط بها ، و يسمى هذا المجال بالهالة ، و كل معدن له هالة تختلف عن غيره من المعادن ، و هذا من ناحية التردد .

الاستشعار و نظرية الزمن الجميل :

باعتبار ان الدفين هو النقطة الصفر بالنسبة للباحث ، فانه تصدر عنه هالة تتكون من حلقات مغناطيسية تصدر عنه تباعا و تصل سرعتها الى سرعة الضوء ، و تتمدد على 6 خطوط موجية تحيط بالهدف كأقصى توسع لها ، و كلما اندثرت موجة بابتعادها عن الهدف الا و حلت أخرى مكانها ، و تبقى على هذه الحال الى آخر الزمان .
و كلما كان الهدف أكبر حجما و كثافته الذرية أكبر ، الا و كان المجال المغناطيسي الصادر عنه أكبر ، دون أن ننسى أن لكل معدن عدد موجي خاص به ، و هو المسؤول عن حركات السيخ أو الرقص كما سماها الأستاذ الزمن الجميل .


طريقة تثبيت الهدف:

نعتبر اننا نقف جنوب الهدف على 100 متر تقريبا ، و السيخ متجه صوب الهدف ، و نفرض أن الهدف تصدر عنه 6 موجات متوزعة عن اليمين و عن الشمال بنفس العدد ، و هنا نحن نتعامل مع مجال متعادل القطبية باعتبار اليمين موجب و اليسار سالب ، في هذه الحالة سيقوم السيخ بالرقص يمينا و شمالا ليحدد لنا حدود المجال المغناطيسي للدفين و قطره ، و كلما اقتربنا أكثر من الهدف كلما توسعت زاية انفراج السيخ أكثر أثناء الرقص ، الى أن يصل لملامسة الكتفين ، كما نلاحظ هنا أن السيخ سيعطينا قيمة تردد المعدن ان ركزنا جيدا ، فكما افترضنا أولا أن عدد الموجات الصادرة هو 6 ، فان حركة السيخ ستكون مساوية لها و لكن ليس بنفس سرعة التردد ، و عندما نقف فوق النقطة صفر فان السيخ سيتوقف عن الحركة ، اما بانفراج أو بتأكيس و ذلك على حسب الجهد الغالب على القطبية الصادر عن مجال الهدف ، فربما تكون في تلك اللحظة توجد 6 موجات عن اليمين و 5 عن اليسار ، حينها يخضع السيخ للجهة التي تحمل أعلى شحنة سواءا بالسلب أو بالايجاب ، و لن نتوسع أكثر و سنترك الشرح لمواضيع لاحقة حتى لا نتيه ، لأن في هذه الحالة سنأخذ في الحسبان طبيعة المكان و الفصل و الظروف الجوية في تلك اللحظة .
المهم فالأسياخ عندما نبدأ العمل بها فانها سترقص أولا لتعطينا عدد الامواج الصادرة عن الهدف ثم ستتوقف لتعطينا توجيها مباشرا اليه و عندما ننطلق بالسير فان الاسياخ ستماثل التردد باتجاه الهدف ما دمنا نسير ، و عندما نقف فوق الدفين فان السيخ سيرقص ثم سينتهي به المطاف اما بتأكيس أو بانفراج ، و هذا لمدة لا تتجاوز 30 ثانية ، ثم يعود للرقص ثانية .
و السؤال المطروح هنا هو : كيف نستطيع التمييز بين ترددات المعادن من الذهب و الفضة و الاحجار الكريمة ، كل واحد على حدى بواسطة الاسياخ ؟
هذا ما سنشرحه في الدرس القادم باذن الله ، لمواصلة السلسلة .