شيخ العزيمة و الرصد ، من المتفق عليه عن العامة من الباحثين عن الكنوز ، و خاصة في العالم العربي ، أن هناك ما يسمى بالرصد أو المانع أو الجن الحارس للكنز ، و هذا الرصد لا يكون تخطيه سهلا ، لأن من يحاول الحصول على ما يحرسه قد يعرض نفسه للأذية ان لم نقل للهلاك ، و راح الكثير من المهتمين يروون قصصا تقشعر لها الأبدان من الخوف ، لأناس واجهوا مردة من الجن كانت تحرس الكنوز ، و كيف كانت تظهر لهم بأشكال حيوانات أو زواحف عملاقة أو مخلوقات أخرى ، و في هذا السياق يأتي الدور للكلام عن المنقذ من هذا كله ، ألا و هو شيخ العزيمة ، و الذي لابد أن يكون حاضرا في أي عملية حفر أو فتح أبواب خاصة بالدفائن و الكنوز . و للأسف الشديد فان هذا الأمر لا يقتصر الا على العالم العلربي و فقط.
دور العزيمة في فتح الكنوز :
حسب ما يعتقد المؤمنين بدور العزائم في تخطي الأرصاد و الموانع المحيطة بالكنوز ، فان الشيخ صاحب العزيمة هو من يقوم في العادة بأمرين :
الأمر الأول هو التفاوض مع الجن الحارس للكنز ، و معرفة الشروط المطلوبة من قبله حتى يسمح لهم بالحصول على الكنز دون التعرض لهم أو أذيتهم . و عادة تكون هذه الشروط هي ذبح حيوان ذو خصائص معينة ، و ذكر أقسام معينة عند الذبح ، بالاضافة الى بخورات . و المطلوب هو الدم حيث سنذكر في موضوع لاحق كيف يشترطون في بعض الحالات دماء بشرية و سنذكر علاقتها بخطف الاطفال الزهريين.
و الأمر الثاني هو استعمال خدام العزيمة التي يتلوها (التعويذة) لقهر الرصد من الجن و أخذ ما يحرسونه بالقوة .هذا حسب معتقدهم طبعا.
ما علاقة الجن بالكنوز و الدفائن ؟
سؤال يتبادر الى ذهن كل انسان فطن و يفكر بالمنطق ، فما علاقة الجن بالكنوز أو بالذهب و بالفضة ؟
يعتقد الكثير من الناس أن الجن يقوم بحراسة الأشياء الثمينة المدفونة في الأرض لأمرين :
الأمر الأول هو أن من قامو بدفن الكنز قاموا بالقاء تعويذة معينة و وضع حارس من الجن على المكان لا يبارحه أبدا ، و سيحرسه نسله أبا عن جد حتى يأتي من يملك التقييدة (الورقة) و التي هي بمثابة العقد ، ثم يقوم بالغاء ذلك العقد الذي ربط به الجني لينصرف و يترك له الكنز .
أما الامر الثاني فهو غريب نوعا ما ، حيث يقول المعتقدين به أن الجني عندما يعثر على كنز في الأرض مر عليه مدة معينة من الزمن فانه يمتلكه و يصير ملكه ، و لا يسمح لأي شخص بالاقتراب منه أو الحصول عليه .
لماذا لا يتعرض الرصد المانع الا للعرب ؟
يعلم الجميع أن أكثر الأماكن التي تحوي الكنوز في هذه الأرض موجودة في مصر ، لأن المعروف عن الحضارة المصرية القديمة أن أهلها أي ملوكها و كبارها كانوا يملكون القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة ، و الاحجار الكريمة و التماثيل المصنوعة من مواد نادرة جدا ، و أهلها أيضا كانوا ذووا علم و كانوا يتعاطون السحر بقوة ، و المعروف عنهم أيضا اللعنات السحرية التي يضعونها مع محتويات قبور ملوكهم من الذهب و الأشياء الثمينة .
و قد لاحظنا أن جل علماء الأثار الذين اكتشفوا كنوزا عظيمة بالمنطقة ككنز توت عنخ أمون ، كانوا من العلماء الغرب و لم يتعرض لهم أي رصد أو مانع خلال عمليات التنقيب و الحفر و الاستخراج ، فلماذا يا ترى لا يتعرض هذا الجني الحارس الا للعرب المغلوبين على أمرهم ، و الذين ان ذكر امامهم اسم كنز سيقرنونه بالرص أو المانع ، و أنه لا بد من شيخ العزيمة للحفر عليه و استخراجه.
توضيح :
حسب ملاحظتنا و تحليلنا للأمر و من الناحية الشرعية ، فان الشيطان عليه لعائن ربي لا يعد المؤمن الا الفقر ، و هو من يسول له بهذه الأمور ، و هو من يسوقه للشيخ صاحب العزيمة حتى يدخله في الشرك ، و حتى ان حصل على مال فانه يكون حرام ، ففي كثير من الأحيان يخبرك الشيطان عن طريق الشيخ أن الكنز في هذا المكان ، لكنه في الحقيقة بعيد كل البعد عن ذلك المكان ، لذلك عند الشروع في العمل يجب أن يكون الرجل طاهرا متوكلا على الله وحده ، و أن يحصن نفسه و من معه ضد نزغات الأبالسة و الشياطين ، و ينوي نية حسنة ، فانه باذن الله تعالى سيصل الى مراده دون مضايقة شيء .
الكنوز المرصودة فلكيا
الكنوز المرصودة فلكيا